محمد القصبي يكتب : لماذا لايطرق ضحايا " الربوة الهادئة" أبواب الرئيس !!

الكاتب الصحفى محمد القصبى
الكاتب الصحفى محمد القصبى

تحلم الحكومة ..ويحلم المواطن بمشروع ما ..لكن قد يصطدم الحلم بأنيميا في  الامكانيات ..

فيلقى  المشروع في أرشيف النسيان..

ولا لوم في ذلك على الحكومة..طالما الامكانيات لاتتوافر..

فماذا لو توافرت الامكانيات؟ 

هذا لايعني أنه سيرى النور..
 فقد يقذف به  في حقول الألغام..  الروتين..الطمع الفساد..افتقاد شجاعة اتخاد القرار ..!!!!!!!

وهذا ما أراه حال مشروع كمباوند الربوة الهائدة في مدينة ٦ أكتوبر.. مايقرب من

٣٠٠٠ مواطن بسيط انفتحت شهية أحلامهم على امتلاك شقة بالكمباوند بأسعار  

وشروط ميسرة..ومنهم من استدان لتحقيق الحلم من خلال دفع ثمن الوحدة السكنية كاش بدلا من اغلال  التقسيط..

ليفاجأوا بأنهم عاشوا واقتاتوا وهما..

والآن ..وبعد مرور ١٥ عاما على ميلاد الحلم..يقتاتون اليأس!!!!

وأراه نموذجا جديرا بأن يكون موضوع رسائل دكتوراه في كليات التجارة والاقتصاد..حول شراهة بعض من رجال الأعمال للكسب حتى ولو بطرق ملتوية ..نموذجا ايضا لوحشية  الروتين... لارتعاش ايدي بعص المسئولين الذي يحول دون اتخاذ القرارات  الصارمة..والتي تصب في صالح المواطن طالما أنها تتكيء على العدل..ولاتتجاوز القوانين..

المشروع أعلن عنه رجل أعمال مشهور عام ٢٠٠٨

ليتسابق آلاف المواطنين في الحجز لتحقيق الحلم..حيث

بدأ المشروع " مغرياً " ..اقتناص شقة في منطقة متميزة في ٦ أكتوبر بالتقسيط الممل..بل ومن يستطع الوفاء بثمن الشقة كاملاً فسوف تكافئه الشركة بوحدة إدارية في المول الذي ستتولى إنشاؤه ضمن المشروع..ونجح " رجل الأعمال المشهور " في جذب اهتمام  فئة تعد واحدة  من أكثر الشرائح استحواذاً على ثقة المصريين..القضاة ..

وبالفعل نجح رجل الأعمال  في الترويج لمشروعه في هذا الوسط  البعيد عن الشبهات..مما ضاعف من إقبال الشرائح الأخرى على المشروع..

و بدأ " رجل الأعمال "  في تشييد  جزء من المشروع..وهذا أيضا أسهم في اكتسابه مزيدا من الثقة في الشارع المصري.. 

فماذا حدث ؟ ماالذي أدى إلى انهيار المشروع ..وحالة التخبط ولهاث الملاك وراء بصيص أمل  لما يقرب من ١٥ عاما ممترسة بعتمة  اليأس ؟

حين اقدم "رجل الأعمال"  على مشروعه  هذا  لم يكن لديه راسمال.. بل اعتمد على أقساط الحالمين..وبالفعل بدأ في تشييد جزء ..لكن على ما يبدو لم يكن كمباوند الربوة الهادئة  بالمشروع الوحيد  المستهدف بما جمعه من أموال الحالمين ..بل قام ببيع بعض أراضي المشروع وزج بنفسه في مشروعات أخرى.. على مايبدو خاسرة..!!!

والنتيجة الكارثية أنه لم يتمكن من استكمال مشروع الربوة الهادئة ..ولا حتى سداد باقي أقساط الأرض  لهيئة المجتمعات العمرانية ..التي نجحت من خلال رحلة طويلة في المحاكم  من استعادة الأرض.. 

وفي خضم تلك المعمعة أدين " رجل الأعمال".. وزج به في السجن ..

لكن الملفت  أنه تمكن من حشد بعض الملاك للترويج لخيار بأن الحل عودة الأرض للشركة على ان تتولى استكمال المشروع..

لتشتعل الحرب مع فريق ثان من الملاك يرون الحل في أيدي الهيئة ..إسناد المشروع لبنك التعمير والاسكان ليتولى استكمال المشروع وتسليم الوحدات لملاكها..

لكن استكمال المشروع ومع الارتفاع الناري لأسعار مواد البناء في حاجة إلى مئات الملايين من الجنيهات..

المطروح أن تقسط المبالغ المطلوبة على الملاك!!!


هذا يعني ببساطة أن يتكبد كل "مالك" خمسة أو ستة آلاف  جنيه مقابل كل  متر ..يعني مطلوب من المالك كي يحصل على شقته أكثر من مليون جنيه..تضاف إلى الأقساط التي سبق دفعها..!!


ومن الملاك من لا يتوانى عن مهاجمة هيئة المجتمعات العمرانية واتهامها بأنها خاضت تلك الحرب لاستعادة الأرض لتعيد   طرحها للبيع بالأسعار الفلكية  الحالية..ضاربة عرض الحائط بتطلعات ال٣٠٠٠ حالم من المواطنين البسطاء الذين صكوا من خبز يومهم الأقساط التي سبق وأن دفعوها..

والان ...

كما نرى .. ثمة فريقان من الملاك ..فريق يناصر رجل الأعمال  حتى وهو خلف القضبان.. ويرى الحل في  إعادة الأرض لشركته لاستكمال المشروع..

وفريق ثان يتهم الفريق الأول بالتواطؤ..

وفريق ثالث لاحول ولاقوة يكتفي بمتابعة مايجري متأرجحا بين  عتمة  اليأس و سراب الأمل..

لكن ثمة فريقا رابعا..أراه  قادرا على الوصول إلى حل مع الدولة..حل ينصف الدولة..ينصف الحالمين البسطاء..

نادي القضاه..ومن منطلق  أن العديد من أعضاؤه أقدموا على حجز شقق في المشروع. أراه بحضوره النافذ على كافة المستويات..وبما يحظى به من ثقة.. لما يتصف به من شفافية قادر ..على طرق كافة الأبواب لإيجاد حل..

خاصة مع عجز  وزارة  الإسكان..هيئة المجتمعات العمرانية لأسباب تتعلق بالروتين في ايجاد مخرج من عنق الزجاجة هذا .. 

نادي القضاة في هذه الحالة عليه أن يطرق أبواب رئيس الوزراء د.مصطفى مدبولي.. بل وأبواب الرئاسة..إن اقتضى الأمر

ويقينا  إن بلغ أمر مشروع الربوة الهادئة   الرئيس عبد الفتاح السيسي فسوف يبادر فورا في اتخاذ القرار العادل 

لإنصاف ٣٠٠٠ حالم من بسطاء المصريين..

وليس سهلا علي أن أكتب هذا ..

 لدينا ألاف... إن لم يكن مئات الآلاف من المشاكل الموجعة..فهل لا سبيل آخر أمامنا  غير طرق أبواب رئيس الجمهورية لحل كل هذه المشاكل؟!

 نعم..الرئيس عبد الفتاح السيسي ربما من أكثر القادة ارتباطا بشعبه..وكما نراه دوما ينزل إلى الشارع ..يتفاعل مع البسطاء..ينصت إلى همومهم..يسعى إلى حلها..

لكن ..أهذا يعني أن نلقي على كاهله بمئات الملايين من المشاكل؟!

فأين الجهاز الإداري للدولة.؟

أين مسئولوه؟

علينا أن ندرك أن ثمة مخاطر خارجية غير مسبوقة تهدد الأمن القومي للدولة..وكما نرى ..تلك المخاطر تستفحل مع حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على غزة  ..تلك الحرب التي يتطاير شررها على حدودنا الشرقية ..مما يهدد أمننا القومي..

قناة السويس التي تدر دخلا سنويا يقترب من ال٩.٥ مليار دولار..مواردها مهددة بالتوقف مع عبث الحوثيين في البحر الأحمر..!!..

اسرائيل لم ولن تتخلى عن مشروعها بتهجير سكان غزة إلى سيناء..

ملف مثقل بالأعباء.. مطلوب من رئيس الجمهورية أن يتعامل معه بحكمة واقتدار..وهذا مايفعله..
فهل من الحكمة والمنطق ..ومن بديهيات الادارة ان نلقي بثقل آخر من أعباء المواطنين اليومية على كاهله ؟!!!!

ليته... وزير الإسكان..مسئولو الهيئة العامة للمجتمعات العمرانية ..يتعاملون بحزم ..بعدل ..مع مشكلة الربوة الهادئة..

وكمواطن مصري بسيط..كم سأكون سعيدا إن فعلوا ذلك..فإن لم يفعلوا ..فلامناص أمام المستشار محمد عبد المحسن رئيس نادي القضاة واعضاء النادي ..للأسف .. سوى أن يطرقوا أبواب رئيس الوزراء أو حتى.  قصر الرئاسة..يقينا سوف تجد  المشكلة الحل السريع والعادل..

وكم يبهجني..إن لاذ رئيس نادي القضاة  بهذا الخيار . لكن ستبقى في القلب غصة..بسبب أوضاع جهازنا الإداري ..كبار مسئوليه وصغاره..أسرى الخوف والروتين..

ارجوك ..سعادة المستشار محمد عبد المحسن..أسرع بطرق أبواب الرئاسة..هذا هو السبيل المضمون والعادل لانتشال ٣٠٠٠ مواطن من مرار اليأس..

ترشيحاتنا